“المملكة العربية السعودية… وطن استثنائي وشموخ لا ينكسر”
الوطن غالٍ عند الجميع، ولكل إنسان وطن لا يقبل أن يُنتقص منه أو يُمس بسوء، أو أن يُتجاوز على قيادته ورموزه. فكما أنك تحترم وطنك، عليك أن تحترم أوطان الآخرين، فبالمثل تُحترم، وبالاحترام تُصان الأوطان وتعلو راياتها.
وإذا كان لكل أمة أرض تحيا عليها، فإن المملكة العربية السعودية وطن استثنائي يختلف عن سائر الأوطان. هذه ليست عبارة تقال جزافًا، بل حقيقة نطق بها التاريخ، وأكدتها المواقف عبر العقود. هنا، تتعانق القيادة بالشعب في ولاءٍ صادق ومحبة راسخة وثقة متبادلة، فالقيادة تسهر على راحة الشعب وأمنه، والشعب يرد الجميل حبًّا وتقديرًا وطاعة، إيمانًا منه بأن هذه القيادة هي صمام الأمان وضمان الاستقرار، وحصن العزة والكرامة.
لقد خصّ الله هذه البلاد بنعم لا تُعد ولا تُحصى، فجعلها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وشرفها بالحرمين الشريفين، ومنّ عليها بقيادة رشيدة مباركة، أسرة كريمة ورثت المجد أبًا عن جد، وأتقنت فنون الحكم بحكمة واقتدار. ونسأل الله أن يحفظها وأن تبقى راية الحكم في يدها ما دامت السماوات والأرض، فلا لها بديل ولا لها نظير.
أما من امتلأت قلوبهم غلًّا وحسدًا، وسلكوا طريق الابتزاز والتهديد، أو اتخذوا الإساءة والتشويه وسيلةً للضغط، فإنما يضرون أنفسهم قبل غيرهم. هذه البلاد شامخة لا تهزها الرياح، ولا تنال منها ألسنة الحاقدين، وكلماتهم تذهب هباءً لا تحرك في هذا الكيان ساكنًا.
لقد أدركت الدول الحكيمة أن من مد يده إلى المملكة شريكًا وصديقًا، فقد ربح، فهذه يد كريمة وفية، تُعطي وقت العطاء وتقف وقت الحاجة. أما من اختار العداء، فلن يجد إلا الخسران، فالأيام دول، والمصير واحد لكل من حاول المساس بهذه الأرض المباركة.